فالتقطتهم حتى ألقتهم فى البحر ، ثم خوف كفار مكة فقال : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ) يعنى عادا (فِيما) (١) (إِنْ مَكَّنَّاكُمْ) يا أهل مكة (فِيهِ) يعنى فى الذي أعطيناكم فى الأرض من الخير والتمكن فى الدنيا يعنى مكناكم فى الأرض يا أهل مكة (وَجَعَلْنا لَهُمْ) فى الخير والتمكين فى الأرض (سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً) يعنى القلوب كما جعلنا لكم يا أهل مكة (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) من العذاب (سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ) يقول لم تغن عنهم ما جعلنا من العذاب (إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ) يعنى عذاب الله ـ تعالى ـ (وَحاقَ بِهِمْ) يعنى ووجب لهم سوء العذاب ب (ما كانُوا بِهِ) يعنى العذاب (يَسْتَهْزِؤُنَ) ـ ٢٦ ـ هذا مثل ضربه الله [١٥٤ ب] لقريش حين قالوا «إنّه» (٢) غير كائن ، قوله : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا) بالعذاب (ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى) يعنى القرون قوم نوح ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، فأما قوم لوط فهم بين المدينة والشام ، وأما عاد فكانوا باليمن قوله : (وَصَرَّفْنَا الْآياتِ) فى أمور شتى يقول نبعث مع كل نبى إلى أمته آية ليست لغيرهم (لَعَلَّهُمْ) يقول لكي (يَرْجِعُونَ) ـ ٢٧ ـ من الكفر إلى الإيمان فلم يتوبوا فأهلكهم الله بالعذاب قوله : (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) يقول فهلا منعتهم آلهتهم من العذاب الذي نزل بهم (بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ) يعنى بل ضلت عنهم الآلهة فلم تنفعهم عند نزول العذاب بهم (وَذلِكَ إِفْكُهُمْ) يعنى كذبهم بأنها آلهة (وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) ـ ٢٨ ـ فى قولهم من الشرك ،
__________________
(١) فى أ : «فى ماء».
(٢) فى أ : «إنها» ، وفى ف : «إنه».