لبعض : إن كان محمد لا يعلم ما نقول له ، فالله يعلمه ، ولو كان نبيا لأعلمه الله ما نقول ، ولعاقبنا ، فذلك قوله (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) لنبيه وأصحابه يقول الله (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) شدة عذابها (يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ـ ٨ ـ يعني بئس المرجع إلى النار (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ) يعني الذين أقروا باللسان ، وهم المنافقون منهم عبد الله بن أبى ، بو عبد الله بن سعد ابن أبى سرح ، وغيرهم كان نجواهم أنهم كانوا يخبرون عن [١٨٧ ب] «سرايا (١)» النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما يشق «على (٢)» من أقام من المؤمنين ، وبلغنا أن ذلك كان فى سرية جعفر بن أبى طالب ، وزيد بن حادثة ، وعبد الله بن رواحة ، قتلوا يوم مؤتة ، ولعل حميم أحدهم فى السرية فإذا رأوه تناجوا بينهم فيظن المسلم أن حميمه قد قتل فيحزن ، لذلك ، فنهاهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن النجوى : (فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) يعني المعصية والظلم (وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) لأن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان نهاهم عن ذلك ، ثم قال : (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) يعني الطاعة ، وترك المعصية ، ثم خوفهم فقال : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ـ ٩ ـ بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم ، ثم قال : (إِنَّمَا النَّجْوى) يعني نجوى المنافقين (مِنَ) تزيين (الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعني إلا أن يأذن الله فى ضره (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ـ ١٠ ـ يعني بالله فليثق المصدقون (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جلس فى صفة ضيقة ، ومعه أصحابه
__________________
(١) فى أ : «السرايا».
(٢) فى أ : «عن».