«حدثنا عبد الله : حدثني أبى : حدثنا الهذيل : قال مقاتل بن سليمان» (١) : إذا انتهى المؤمنون إلى باب الجنة ، يقال للمؤمن الذي ليس بعالم : ادخل الجنة بعملك الصالح ، ويقال للعالم قم على باب الجنة ، فاشفع للناس (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) يعنى الصدقة (خَيْرٌ لَكُمْ) من إمساكه (وَأَطْهَرُ) لذنوبكم نزلت فى الأغنياء (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) الصدقة على الفقراء (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ـ ١٢ ـ لمن لا يجد الصدقة ، وذلك أن الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويغلبون الفقراء على مجالس النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم ، فلما أمرهم بالصدقة عند المناجاة انتهوا عند ذلك ، وقدرت الفقراء على كلام النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ومجالسته ولم يقدم أحد من أهل الميسرة بصدقة غير على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ قدم دينارا ، وكلم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عشر (٢) كلمات فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى أنزل الله ـ تعالى ـ : (أَأَشْفَقْتُمْ) يقول أشق عليكم (أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) يعنى أهل الميسرة ولو فعلتم لكان خيرا لكم ، (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) يقول وتجاوز الله عنكم (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) لمواقيتها (وَآتُوا الزَّكاةَ) لحينها (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) فنسخت الزكاة الصدقة التي كانت عند المناجاة (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) ـ ١٣ ـ قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) يقول ألم تنظر يا محمد إلى الذين ناصحوا اليهود بولايتهم فهو عبد
__________________
(١) فى أ : «وبإسناده مقاتل» ، والمثبت من ف.
(٢) فى أ : «بعشر».