ـ ١٦ ـ (فَكانَ عاقِبَتَهُما) يعنى الشيطان والإنسان (أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها) الشيطان والراهب (وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) ـ ١٧ ـ يقول هكذا ثواب المنافقين واليهود النار ، ثم حذر المؤمنين ولاية اليهود ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ) يعنى ولتعلم نفس (ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) يعنى ما عملت لغد يعنى ليوم القيامة (وَاتَّقُوا اللهَ) يحذرهم ولاية اليهود (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) ـ ١٨ ـ من الخير والشر ، ومن معاونة اليهود ، ثم وعظ المؤمنين ألا يتركوا أمره «ولا يكونوا» (١) بمنزلة أهل الكتاب ، فقال : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) يعنى تركوا أمر الله (فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) أن يقدموا لها خيرا (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) ـ ١٩ ـ يعنى العاصين ، ثم ذكر مستقر الفريقين فقال : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) يوم القيامة فى الثواب والمنزلة (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) ـ ٢٠ ـ يعنى هم الناجون من النار ، وأصحاب النار هم فى النار خالدون فيها أبدا ، ثم وعظهم فقال : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ) الذي فيه أمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، وحرامه وحلاله (عَلى جَبَلٍ) وحملته إياه (لَرَأَيْتَهُ) يا محمد (خاشِعاً) يعنى خاضعا (مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) فكيف لا يرق هذا الإنسان ولا يخشى الله فأمر الله الناس الذين «هم» (٢) أضعف من الجبل الأصم الذي عروقه فى الأرض السابعة ورأسه فى السماء أن يأخذوا القرآن بالخشية والشدة ، والتخشع ، فضرب الله لذلك مثلا فقال :
__________________
(١) فى أ ، ل ، م : «يكونوا» ، وفى ف : «ولا يكونوا».
(٢) «هم» : زيادة اقتضاها السياق.