لك ، وإنما كانت موعدة وعدها أبو إبراهيم إياه أنه يؤمن فلما تبين له عند موته أنه عدو لله تبرأ منه حين مات على الشرك ، وحجب عنه الاستغفار ، ثم قال إبراهيم : (وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (١) ـ ٤ ـ (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) تقتر علينا بالرزق ، وتبسط لهم فى الرزق ، فنحتاج إليهم فيكون ذلك فتنة لنا (وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ ٥ ـ وفى قراءة ابن مسعود : «إنك أنت الغفور الرحيم» ، نظيرها فى آخر المائدة (٢).
قوله : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ) يعنى فى إبراهيم والذين معه (أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فى الاقتداء بهم (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) يقول لمن كان يخشى الله ، ويخشى البعث الذي فيه جزاء الأعمال (وَمَنْ يَتَوَلَ) يقول ومن يعرض عن الحق (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) عن عباده (الْحَمِيدُ) ـ ٦ ـ فى سلطانه عنه خلقه.
قوله : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ «مِنْهُمْ») (٣) من كفار مكة (مَوَدَّةً) وذلك أن الله ـ تعالى ـ حين أخبر المؤمنين بعداوة كفار مكة والبراءة منهم ، وذكر لهم فعل إبراهيم والذين معه فى البراءة من قومهم ، فلما أخبر «ذلك (٤)» عادوا أقرباءهم وأرحامهم وأظهروا لهم العداوة ، وعلم الله شدة وجد
__________________
(١) من حاشية أ ، وليست فى أولا فى ف.
(٢) يشير إلى الآية ١١٨ من سورة المائدة وهي : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(٣) فى أ : «من» ، وفى حاشية أ : الآية «منهم».
(٤) «ذلك» : كذلك فى أ ، ف ، والأنسب «بذلك».