(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سَبَّحَ لِلَّهِ) يعنى ذكر الله (ما فِي السَّماواتِ) من الملائكة (وَما فِي الْأَرْضِ) من شيء من الخلق غير كفار الجن والإنس (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فى ملكه (الْحَكِيمُ) ـ ١ ـ فى أمره (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) ـ ٢ ـ ، ثم قال : (كَبُرَ مَقْتاً) (١) يعني عظم بغضا (عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) ـ ٣ ـ يعظهم بذلك ، وذلك أن المؤمنين قالوا : لو نعلم أى الأعمال أحب إلى الله لعملناه ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) يعني فى طاعته (صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ـ ٤ ـ يعني «ملتصق (٢)» بعضه فى بعض فى الصف فأخبرهم الله بأحب الأعمال إليه بعد الإيمان فكرهوا القتال ، فوعظهم الله وأدبهم فقال : (لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) نزلت هذه الآية فى الأنصار فى الأوس والخزرج منهم عبد الله بن رواحة وغيره. (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) وهم مؤمنون ، وهم الأسباط اثنا عشر سبطا (يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي) قالوا : إنه آدر نظيرها فى الأحزاب قوله : «... لا تكونوا كالذين آذوا موسى ...» (٣) ،
__________________
(١) فى أ ، ف ، ترتيب الآيات كالآتى ١ ، ٢ ، ٤ ، ٣ ، وقد أعدت ترتيب الآيات كما وردت فى المصحف.
(٢) «ملتصق» : وردت بالأصل بالزاي «ملتزق».
(٣) سورة الأحزاب : ٦٩ ، وتمامها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً).