فى الدنيا ، وبالجنة فى الآخرة فحمد القوم ربهم حين بشرهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بهذا ، قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) يعني صيروا أنصار الله ، يقول : من قاتل فى سهيل الله ، يريد بقتاله أن تعلو كلمة الله ، وهي لا إله إلا الله وأن يعبد الله لا يشرك به شيئا ، فقد نصر الله ـ تعالى ـ يقول : انصروا محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما نصر الحواريون عيسى بن مريم ـ عليهالسلام ـ وكانوا أقل منكم ، وذلك أن عيسى ـ عليهالسلام ـ مر بهم وهم ببيت المقدس ، وهم يقصرون الثياب ، والحواريون بالنبطية مبيضو الثياب ، فدعاهم إلى الله [١٩٦ ب] فأجابوه ، فذلك قوله : («كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ) (١) (» مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) يقول مع الله ، يقول من يمنعني من الله (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) وهم الذين أجابوا عيسى ـ عليهالسلام ـ (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بعيسى ـ عليهالسلام ـ (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) ثم انقطع الكلام (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) يقول قوينا الذين آمنوا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) ـ ١٤ ـ بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على أهل الأديان قوله : (... فَلَمَّا جاءَهُمْ) عيسى («بِالْبَيِّناتِ) (٢) ...» يعني ما كان يخلق من الطين ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيى الموتى ، قالت اليهود هذا الذي يصنع عيسى سحر مبين يعني بين.
__________________
(١) «كما قال عيسى بن مريم للحواريين» : ساقط من أ.
(٢) سورة الصف : ٦.