(وَاللهُ غَنِيٌ) عن عبادة خلقه (حَمِيدٌ) ـ ٦ ـ فى سلطانه عند خلقه (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) بعد الموت فأكذبهم الله ـ تعالى ـ فقال : (قُلْ) يا محمد لأهل مكة : (بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَ) فى الآخرة (بِما عَمِلْتُمْ) الدنيا (وَذلِكَ) يعنى البعث والحساب (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) ـ ٧ ـ (فَآمِنُوا) يعنى صدقوا (بِاللهِ) أنه واحد لا شريك له (وَرَسُولِهِ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَالنُّورِ) يعنى القرآن (الَّذِي أَنْزَلْنا) على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من خير أو شر (خَبِيرٌ) ـ ٨ ـ (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) يعنى جمع أهل السموات وجمع أهل الأرض (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) يعنى أهل الهدى تغبن (١) أهل الضلالة ، فلا غبن أعظم منه فريق فى الجنة وفريق فى السعير ، (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) أنه واحد لا شريك له (وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) لا يموتون و (ذلِكَ) الثواب الذي ذكر الله ـ تعالى ـ هو (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ـ ٩ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) يعنى القرآن (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ـ ١٠ ـ (ما أَصابَ) ابن آدم (مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) يعنى ومن يصدق بالله فى المصيبة ، ويعلم أن المصيبة من الله ويسلم لأمر الله يهده الله ـ تعالى ـ للاسترجاع ، فذلك قوله :
__________________
(١) الغبن هنا مجاز ، فإن المؤمن بأخذ مكان الكافر فى الجنة ويأخذ الكافر مكان المؤمن فى النار ، فكأن المؤمن غبن الكافر.
وفى الجلالين : «يغبن المؤمنون الكافر بن بأخذ منازلهم وأهليهم فى الجنة لو آمنوا».