(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (تَبارَكَ) يعنى افتعل البركة (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) أراده (قَدِيرٌ) ـ ١ ـ (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) فيميت الأحياء ويحيى الموتى من نطفة ، ثم علقة ، ثم ينفخ فيه الروح ، فيصير حيا ، قوله ـ تعالى ـ : (لِيَبْلُوَكُمْ) يعنى ليختبركم بها (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
حدثنا عبد الله بن ثابت قال : حدثني أبى قال : حدثني أبى قال : حدثنا أبو صالح قال : أخبرنى مقاتل بن سليمان «عن الضحاك بن مزاحم (١)» ، عن عبد الله ابن عباس قال : «أيكم» أتم للفريضة (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فى ملكه ، فى نقمته لمن عصاه ، (الْغَفُورُ) ـ ٢ ـ لذنوب المؤمنين.
ثم أخبر عن خلقه ليعرف بتوحيده فقال : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ) فى يومين (طِباقاً) بعضها فوق بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة ، قوله : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) يقول ما ترى ابن آدم فى خلق السموات من عيب (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) يعنى أعد البصر ثانية إلى السماوات (هَلْ تَرى) ابن آدم فى السموات (مِنْ فُطُورٍ) ـ ٣ ـ يعنى «من فروج (٢)» (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) يقول [٢٠٣ ب] أعد البصر الثانية (يَنْقَلِبْ) يعنى يرجع (إِلَيْكَ) ابن آدم (الْبَصَرُ خاسِئاً) يعنى
__________________
(١) فى أ : «عن الضحاك عن ابن مزاحم».
(٢) فى أ : «من فرج» ، وفى ف : «من فروج».