يقول خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن ، «فأنا أنفرد بهلاكهم (١)» (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٤٤ ـ سنأخذهم بالعذاب من حيث يجهلون (وَأُمْلِي لَهُمْ) يقول لا أعجل عليهم بالعذاب (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) ـ ٤٥ ـ يقول إن أخذى بالعذاب شديد نزلت هذه الآية فى المستهزئين من قريش قتلهم الله ـ تعالى ـ فى ليلة واحدة ، قوله : (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) يعنى خراجا على الإيمان (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) ـ ٤٦ ـ يقول أثقلهم الغرم
__________________
فما قيمة الرواية إذا اصطدمت بأصل من أصول ديننا ، وما قيمة الرواية إذا اشتملت على شذوذ أو علة قادحة» وما قيمة الرواية إذا خالفت المعقول أو اصطدمت مع الأصول ، وما قيمة الرواية إذا خالفت روح القرآن أو هدى الإسلام.
لقد ذكر علماء الحديث أن من علامة وضع الحديث ما يأتى :
١ ـ ركاكة معناه وضعفه.
٢ ـ فساد معناه.
٣ ـ مخالفته الكتاب والسنة المتواترة أو الإجماع القطعي.
٤ ـ مخالفته الوقائع التاريخية المقطوع بصحتها.
٥ ـ صدور الحديث من راو تأييدا لمذهبه وهو متعصب مغال فيه.
وقال ابن الجوزي : إذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع.
انظر علوم الحديث الدكتور عبد الله شحاتة المكتبة الثقافية : ٨٧.
وأخيرا ننقل ما قاله الأستاذ سيد قطب تفسير (... يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ...) والكشف عن الساق كناية ـ فى تعبيرات اللغة العربية المأثورة ـ عن الشدة والكرب فهو يوم القيامة الذي يشمر فيه عن الساعد ، ويكشف فيه عن الساق ، ويشتد الكرب والضيق ، ويدعى هؤلاء المتكبرون إلى السجود فلا يملكون السجود ، أما لأن وقته قد فات واحذزوا ما لأنهم كما وصفهم فى موضوع آخر يكونون (... مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) سورة إبرهيم : ٤٣ وكأن أجسامهم وأعصابهم مشدودة عن الهول على غير إرادة منهم ، وعلى أية حال فهو تعبير يشير بالكرب والعجز والتحدي المخيف.
(١) من ف ، وفى أ : «فأما لا تقدر بهلاكهم».