ـ ٤ ـ فيها تقديم ، وطول ذلك اليوم كأدنى صلاتهم يقول لو ولى حساب الخلائق وعرضهم غيرى لم يفرغ منه إلا فى مقدار خمسين ألف سنة فإذا أخذ الله ـ تعالى ـ فى عرضهم يفرغ الله منه على مقدار نصف يوم من أيام الدنيا فلا ينتصف النهار حتى يستقر أهل الجنة فى الجنة ، وأهل النار فى النار ، وهذه الآية نزلت فيهم «أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا» (١) يقول ليس مقيلهم «كمقيل» أهل النار (فَاصْبِرْ) يا محمد (صَبْراً جَمِيلاً) ـ ٥ ـ يعزى نبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صبرا لا جزع فيه تكذيبهم إياك بأن العذاب غير كائن ، ثم قال : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ) يعنى كفار مكة (بَعِيداً) ـ ٦ ـ يعنى العذاب أنه غير كائن (وَنَراهُ قَرِيباً) ـ ٧ ـ أنه كائن ، ثم أخبر متى يقع بهم العذاب؟ فقال : يقع بهم العذاب (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) ـ ٨ ـ من الخوف ، يعنى أسود غليظا كدردي الزيت بعد الشدة والقوة (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) ـ ٩ ـ فشبهها فى اللين والوهن «بالصوف (٢)» المنفوش بعد القوة [٢٠٩ أ] وذلك أوهن ما يكون من الصوف (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) (٣) ـ ١٠ ـ «يعنى قريب قريبا (٤)» ، يقول لا يسأل الرجل قرابته ، ولا «يكلمه (٥)» من شدة الأهوال (يُبَصَّرُونَهُمْ) يقول يعرفونهم ولا يكلمونهم ، وذلك قوله : فهم لا يتساءلون («خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) (٦) ...» خافضة أبصارهم ذليلة عند معاينة النار
__________________
(١) سورة الفرقان : ٢٤.
(٢) فى أ : «كالصوف».
(٣) (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) : ساقطة من أ.
(٤) فى أ : «يعنى قريب قريبا» ، وفى ف : «يعنى قريبا قريبا».
(٥) «بكلمة» : كذا فى أ ، ف.
(٦) سورة القلم : ٤٣.