لا يدخلها ، ثم استأنف فقال : لما كذبوا بالغيب (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٩ ـ خلقوا من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ثم قال : (فَلا أُقْسِمُ) يقول أقسم (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) وهو مائة وثمانون مشرقا ، ومائة وثمانون مغربا فى كل منزلة تطلع يومين فى السنة ، تطلع يومين فى السنة ، تطلع فيها الشمس وتغرب فيها ، فأقسم الله ـ تعالى ـ بالمشارق والمغارب فقال : (إِنَّا لَقادِرُونَ) ـ ٤٠ ـ (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) يعنى على أن نأتى بحلق أمثل منهم ، وأطوع لله منهم ، وأرضى منهم ، ثم قال (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) ـ ٤١ ـ يعنى وما نحن بمعجزين إن أردنا ذلك (فَذَرْهُمْ) خل عنهم يا محمد (يَخُوضُوا) فى الباطل (وَيَلْعَبُوا) يعنى ويلهوا فى دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ) فى الآخرة (الَّذِي يُوعَدُونَ) ـ ٤٢ ـ العذاب ، ثم أخبر عن ذلك اليوم الذي «يعذب (١)» فيه كفار مكة فقال ـ تبارك اسمه ـ : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) يعنى القبور (سِراعاً) إلى الصوت (كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) ـ ٤٣ ـ يقول كأنهم إلى علم يسعون إليه قد نصب لهم (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) يعنى خافضة أبصارهم ذليلة عند معاينة النار (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) يعنى تغشاهم مذلة ، يقول (ذلِكَ) الذي ذكر من أمر القيامة (الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) ـ ٤٤ ـ فيه فى الدنيا العذاب ، وذلك أن الله أوعدهم فى الدنيا على ألسنة الرسل أن العذاب كائن ، «لما كذب (٢)» كفار مكة النبي ـ
__________________
(١) فى أ : «يعذبون» :
(٢) فى ف : «لما كذب به».