أن ينقص من حسناته كلها» ولا هضما (١)» أن يظلم من حسناته (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) يعنى المخلصين ، هذا قول التسعة (وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) يعنى العادلين بالله وهم المودة (فَمَنْ أَسْلَمَ) يقول فمن أخلص لله ـ عزوجل ـ من كفار الجن (فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) ـ ١٤ ـ يعنى أخلصوا بالرشد ، (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ) يعنى العادلين بالله (فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) ـ ١٥ ـ يعنى وقودا فهذا كله قول مؤمنى الجن التسعة ، ثم رجع فى التقديم إلى كفار مكة فقال : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) يعنى طريقة الهدى (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) ـ ١٦ ـ يعنى كثيرا من السماء ، وهو المطر ، ـ بعد ما كان رفع عنهم المطر سبع سنين ـ فيكثر خيرهم (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يقول لكي نبتليهم فيه بالخصب والخير ، كقوله فى سورة الأعراف : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا) يقول صدقوا (وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) يعنى المطر «والأرض ...» (٢) يعنى به النبات ، ثم قال : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) القرآن (يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) ـ ١٧ ـ يعنى شدة العذاب الذي لا راحة له فيه (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) يعنى الكنائس والبيع والمساجد لله (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) ـ ١٨ ـ وذلك أن اليهود والنصارى يشركون فى صلاتهم فى البيع والكنائس ، فأمر الله المؤمنين أن يوحدوه ، ثم رجع إلى مؤمنى الجن التسعة فقال : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يَدْعُوهُ) يعنى يعبده فى بطن نخلة بين مكة والطائف
__________________
(١) سورة طه : ١١٢.
(٢) سورة الأعراف : ٩٦ وتمامها : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).