(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ـ ١ ـ يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذلك أن كفار مكة آذوه فانطلق إلى جبل حراء ليتوارى عنهم (١) فبينما هو يمشى ، إذ سمع مناديا يقول : يا محمد. فنظر يمينا وشمالا وإلى السماء ، فلم ير شيئا فمضى على وجهه ، فنودى الثانية : يا محمد. فنظر يمينا وشمالا ومن خلفه فلم ير شيئا إلا السماء ففزع ، وقال : لعل هذا شيطان يدعوني فمضى على وجهه [٢١٤ ب] فنودى فى قفاه : يا محمد ، يا محمد ، فنظر خلفه وعن يمينه وعن شماله ثم نظر إلى السماء ، فرأى مثل السرير بين السماء والأرض «وعليه (٢)» «دربوكة (٣)» قد غظت الأفق ، وعليه جبريل ـ عليهالسلام ـ مثل النور المتوقد يتلألأ حتى كاد «أن (٤)» يغشى البصر ، ففزع فزعا شديدا ، ثم وقع مغشيا عليه ولبث ساعة ، ثم أفاق فقام يمشى وبه رعدة شديدة ورجلاه تصطكان راجعا حتى دخل على خديجة فدعا بماء فصبه عليه ، فقال : دثروني فدثروه بقطيفة حتى استدفأ ، فلما أفاق ، قال : لقد
__________________
(١) الثابت فى البخاري : (أول ما يدي. به ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتعبد فيه الليالي ذوات العدد حتى فاجأه الوحى وهو بغار حراء).
ومن الحديث نفهم أن الخلوة بغار حراء كانت التعبد لا التواري عن كفار مكة ، ثم كيف يتوارى عن كفار مكة ولم يكن نزل عليه جبريل بالوحي بعد ، وقد كان محببا إلى قومه قبل الرسالة؟
(٢) فى أ ، «وعليها» ، وفى ل : «وعليه».
(٣) كذا فى أ ، ف ، ولعل فيها تصحيفا.
(٤) «أن» : ساقطة من أ ، وهي من ل.