(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) ـ ١ ـ فهو ملك الموت وحده ، ينزع روح الكافر حتى إذا بلغ ترقوته غرقه فى حلقه ، فيعذبه فى حياته قبل أن يميته ، ثم ينشطها من حلقه كما ينشط السفود الكثير الشعث من الصوف فينشط روح الكافر من قدمه إلى حلقه مثل الصوف المبلول ، فذلك قوله : (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) ـ ٢ ـ فهو ملك الموت فيخرج نفسه من حلقه ومعها العروق «كالغريق (١)» من الماء ، وأما قوله : (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) ـ ٣ ـ وهو ـ ملك الموت ـ وحده ، وهي روح المؤمن ولكن قال فى التقديم : (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) ثم «السابحات سبحا» (٢) تقبض روح المؤمن كالسابح فى الماء لا يهوله الماء يقول «تستبق (٣)» الملائكة أرواحهم فى حريرة بيضاء من حرير الجنة. يسبقون بها ملائكة الرحمة ، ووجوههم مثل الشمس عليهم تاج من نور ضاحكين مستبشرين طيبين ، فذلك قوله : («... (تَتَوَفَّاهُمُ) (٤) () الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) (٥) ...» [٢٢٧ أ] ، قال : (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) يقول تسبح الملائكة فى السموات لا تحجب روحه
__________________
(١) فى أ : «كالعروق» ، وفى ف : «كالغريق».
(٢) كذا فى أ ، ف : ولعل المعنى فيما تقدم من السور ذكر (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) ، ثم (السَّابِحاتِ سَبْحاً).
(٣) فى أ : «تسبق» ، وفى ف : «تستبق».
(٤) (تَتَوَفَّاهُمُ) : زيادة فى أ : وليست فى ف.
(٥) سورة النحل : ٣٢.