عبد الله كلامه (١)» فأعرض النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «بوجهه (٢)» وكلح ، فاستحيى عبد الله وظن أنه ليس له توبة فرجع إلى منزله ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيه (عَبَسَ وَتَوَلَّى) يعنى كلح النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وتولى (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) ـ ٢ ـ ثم قال : (وَما يُدْرِيكَ) يا محمد (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) ـ ٣ ـ يقول لعله أن يؤمن فيصلى فيتذكر فى القرآن بما قد أفسد (أَوْ يَذَّكَّرُ) (٣) فى القرآن (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) ـ ٤ ـ يعنى الموعظة يقول أن تعرض عليه الإسلام فيؤمن فتنفعه تلك الذكرى ف (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى) ـ ٥ ـ عن الله فى نفسه يعنى أمية ابن خلف (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) ـ ٦ ـ يعنى تدعو وتقبل بوجهك (وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) ـ ٧ ـ يقول وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح ما قد أفسد ، هؤلاء النفر (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى) ـ ٨ ـ فى الحر (وَهُوَ يَخْشى) ـ ٩ ـ الله يعنى ابن أم مكتوم (فَأَنْتَ عَنْهُ) يا محمد (تَلَهَّى) ـ ١٠ ـ يعنى تعرض بوجهك عنه ، ثم وعظ الله ـ عزوجل ـ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن «لا يقبل (٤)» على من استغنى عنه فقال : لا تقبل عليه ولا تعرض عن من جاءك يسعى ، ولا تقبل على من استغنى وتعرض عن من يخشى ربه ، فلما نزلت هذه الآية فى ابن أم مكتوم ، أكرمه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واستخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين فى غزواته (٥) ، ثم انقطع الكلام ، ثم استأنف فقال :
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق ، وهي من القرطبي ، وليست فى أ ، ولا ف ، ولا فى جميع النسخ.
(٢) فى أ : «وجهه».
(٣) «أو يذكر» : ساقطة من أ ، ف.
(٤) فى الأصل : «يقبل».
(٥) كذا فى القرطبي وغيره ، وفى أ ، ف واستخلفه بعد ذلك فى غزاته على المدينة ، فى غزاة بنى كنانة مرتين.