تذكرين؟ قالت : إله موسى. فذهبت ، فأخبرت أباها ، فكان من أمرها ما كان ، فذلك قوله : (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) يقول إنه أوثق امرأة على أربع قوائم من أجل أنها عرفتني ، ثم جمع «عادا (١)» وثمود وفرعون ، فقال (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) ـ ١١ ـ يعنى الذين عملوا فيها بالمعاصي (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ) ـ ١٢ ـ يقول فأكثروا فيها المعاصي ، فلما كثرت معصيتهم («فَصَبَ) (٢) (» عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) ـ ١٣ ـ يعنى نقمته «وكانت (٣)» نقمته عذابا ، ثم رجع إلى قسمه الأول ، فقال : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) ـ ١٤ ـ يعنى بالصراط ، وذلك أن جهنم عليها سبع قناطر ، كل قنطرة مسيرة سبعين عاما ، على كل قنطرة ملائكة قيام ، وجوههم مثل الجمر ، وأعينهم مثل البرق ، «بأيديهم (٤)» «المحاسر (٥)» «والمحاجن (٦)» والكلاليب يسألون فى أول قنطرة عن الإيمان ، وفى الثانية ، يسألون عن الصلوات الحمس ، وفى الثالثة ، يسألون عن الزكاة ، وفى الرابعة ، يسألون عن صوم رمضان ، وفى الخامسة ، يسألون عن حج البيت ، وفى السادسة ، يسألون عن العمرة ، وفى السابعة ، يسألون عن مظالم الناس ، فذلك قوله : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) ، وأما قوله : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ) [٢٣٩ ب] (إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) ـ ١٥ ـ نزلت الآية فى أمية بن خلف الجمحي ، وعبد الله بن نفيل ، أتاه يأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ، ويذكره
__________________
(١) فى أ : «عاد» ، وفى ف : «عادا».
(٢) فى أ : «فصب» ، وفى ف : «صب».
(٣) فى أ : «وكان».
(٤) فى أ : «بأوائلهم» ، وفى حاشية أ : «لعله بأيديهم» ، وفى ف : «بأيديهم».
(٥) فى أ : «المحاسر» ، وفى ف : «المحاسك».
(٦) فى أ : «المحاجر» ، وفى ف : «المحاجن».
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٤٤.