أصبت الدنيا والآخرة. قال له : واللات والعزى «ورب هذه البنية (١)» لئن لم تنته عن مقالتك هذه ، فإن وجدتك ها هنا ، وأنت تعبد غير آلهتنا لأسفعنك على ناصيتك يقول لأخرجنك (٢) على وجهك ، أليس هؤلاء بناته؟ قال : وأنى يكون له ولد؟ فأنزل الله ـ عزوجل ـ (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) ـ ٥ ـ والنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يومئذ بالأراك ضحى «ثم (٣)» بين فقال : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) يعنى من دم حتى تحولت النطفة دما ، «اقرأ» يا محمد ، ثم استأنف فقال : (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ) الكتابة (بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ) من القرآن (ما لَمْ يَعْلَمْ) ، ثم قال : (كَلَّا) لا يعلم إن علمته ، ثم استأنف فقال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) ـ ٦ ـ فى نعم الله ـ عزوجل ـ يعنى أبا جهل بن هشام ، وكان إذا أصاب مالا أشر يعنى بطر فى ثيابه ، وفى مراكبه ، وفى طعامه وشرابه ، فذلك طغيانه ، إذا رأى نفسه استغنى ، وكان موسرا طغى ، فخوفه الله الرجعة إليه فقال : (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) ـ ٧ ـ (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) ـ ٨ ـ خوفه فى القيامة فى التقديم «بعد أن قال (٤)» : (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ، ثم هدده فيما بعد بقوله ، «لئن لم ينته لنسفعن بالناصية» (٥) ثم ذكر الناصية فقال. «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) (٦) (٧).
__________________
(١) من أ ، وفى حاشية أ : «البنية بفتح الموحدة ، وكسر النون بعدها ، وبالياء المشددة ، هي الكعبة شرفها الله». وفى ف : «ورب البنية».
(٢) فى ف زيادة : «فانظر ماذا ترى؟ قال نبى الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أما إن الله سيريك آية» ، وليست فى أ.
(٣) فى أزيادة : «ثم» ، وليست فى ف.
(٤) فى أ ، ف : «ثم قال».
(٥) سورة العلق : ١٥.
(٦) سورة العلق : ١٦.
(٧) فى أ ، ف : ((أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ، إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) خوفه فى القيامة فى التقديم فقال : «وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ» «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» فى النار ، ثم ذكر الناصية فقال : (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) أقول وفيه أخطاء ظاهرة وقد حاولت تصحيحه فى أضيق الحدود.