«طمطام (١)» من نار يجر على وجهه فى نار جهنم على جبال من جمر فيطرح فى أوديتها ، فيقول : بأبى محمد وأمى لقد كان ناصحا لي ، وأراد بى خيرا ، ولكني كنت مسيئا إلى نفسي ، وأردت به شرا ، رب ردني إلى قومي ، فأؤمن به ، وآمر بنى مخزوم أن يؤمنوا به (٢).
قال : (كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) ـ ١٩ ـ لأنهم كانوا يبدؤون بالسجود ، ثم بعد السجود بالركوع ، ثم بعد الركوع بالقيام ، فكانوا يقومون ، ويطلبون المسألة من آلهتهم فأمر الله ـ تعالى ـ أن يسجدوا ويقتربوا ، فكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يسجد ، ثم يركع ، ثم يقوم ، فيدعو الله ـ تعالى ـ ويحمده فخالف الله ـ تعالى ـ على المشركين بعد ذلك ، فأمر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يبدأ بالقيام ، ثم بالركوع ، ثم بالسجود.
قال : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) يعنى ناصره (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) يعنى خزنة جهنم أرجلهم فى الأرضين السفلى ورءوسهم فى السماء (كَلَّا لا تُطِعْهُ) يقول للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا تطع أبا جهل فى أن تترك الصلاة ، «واسجد» يقول : وصل لله ـ عزوجل ـ «واقترب» إليه بالطاعة ، فلما سمع أبو جهل ذكر الزبانية قال قد جاء وعد الله وانصرف عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وقد كان هم به ، فلما رجع قالوا له : يا أبا الحكم خفته؟ قال : لا ، ولكني خفت الزبانية.
__________________
(١) فى أ : «طيطام» ، وفى ف : «طمطام».
(٢) الحديث النبوي الشريف ، من ف ، وبه نفس وتصحيف فى أ.