من مصر فى الجاهلية له نويرة نقدح مرة وتخمد مرة لكيلا يمر به ضيف فشبه الله ـ عزوجل ـ ضوء وقع حوافرهن فى أرض حصباء بنويرة أبى حباحب ، وأيضا (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) قال كانت تصيب حوافرهن الحجارة فتقدح منهن النار ، ثم قال : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) ـ ٣ ـ وذلك أن الحيل صبحت العدو بغارة يقول غارت عليهم صبحا (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) ـ ٤ ـ يقول فأثرن بجريهن يعنى بحوافرهن «نقعا (١)» فى التراب.
«حدثنا عبد الله بن ثابت ، قال الفراء (٢)» : النقع : الغبار ، (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) ـ ٥ ـ يعنى بعدوهن ، يقول حين تعدو الخيل جمع القوم يعنى العدو ، فأقسم الله ـ عزوجل ـ «بالعاديات ضبحا (٣)» وحدها : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) ـ ٦ ـ وأيضا (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) يقول فوسطن بذلك «الغبار (٤)» جمعا ، يقول حمل المسلمون عليهم ، فهزموهم ، فضرب بعضهم بعضا ، حتى ارتفع الوهج «الذي كان ارتفع (٥)» من حوافر الحيل إلى السماء ، فهزم الله المشركين وقتلهم ، فأخبره الله ـ عزوجل ـ بعلامات الخيل ، والغبار ، وكيف فعل بهم؟ فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا جبريل ، ومتى كان هذا؟ قال : اليوم. فخرج رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأخبر المسلمين بذلك ، وقرأ عليهم كتاب الله ـ عزوجل ـ ففرحوا واستبشروا ، وأخرى الله ـ عزوجل ـ
__________________
(١) فى أ ، ف : «نقع».
(٢) حدثنا عبد الله بن ثابت ، «قال الفراء» : من أ ، وفى ف : «قال أبو محمد ، قال الفراء» ، أقول : «وأبو محمد هو عبد الله بن ثابت».
(٣) فى أ ، ف : «بو العاديات».
(٤) فى أ : «المغار» ، وفى ف : «الغبار».
(٥) «الذي كان ارتفع» : كذا فى أ ، ف ، والأنسب : «الذي يرتفع».