(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يعنى شغلكم التكاثر ، وذلك أن حيين من قريش من بنى عبد مناف بن قصى ، وبنى سهم بن عمرو بن مرة بن كعب كان بينهم لحاء فافتخروا ، «فتعادي (١)» السادة والأشراف فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيدا ، وأعز عزيزا ، وأعظم شرفا ، وأمنع جانبا ، وأكثر عددا ، فقال بنو سهم لبنى عبد مناف : مثل ذلك ، «فكاثرهم (٢)» بنو عبد مناف بالأحياء ، ثم قالوا : تعالوا نعد أمواتنا حتى أتوا المقابر «يعدونهم (٣)» فقالوا : هذا قبر فلان ، وهذا قبر فلان «فعد (٤)» هؤلاء وهؤلاء موتاهم ، «فكاثرهم (٥)» بنو سهم بثلاثة أبيات ، لأنهم كانوا أكثر عددا (٦) فى الجاهلية من بنى عبد مناف ، فأنزل الله فى الحيين (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يقول شغلكم التكاثر عن ذكر الآخرة ، فلم تزالوا كذلك ، (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) ـ ٢ ـ كلكم يقول إلى أن أتيتم المقابر ، ثم أوعدهم الله ـ عزوجل ـ فقال : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ـ ٣ ـ هذا وعيد : «ما نحن (٧)» فاعلون بذلك إذا نزل بكم الموت ، ثم قال : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ـ ٤ ـ
__________________
(١) «فتعادوا» : فى أ ، ف ، ل.
(٢) «فكاثروهم» : فى أ ، ف ، ل ،.
(٣) فى أ ، ف ، ل : «يعدوهم».
(٤) فى أ ، ف : «فعدوا».
(٥) فى أ ، ف ، ل : «فكاثروهم».
(٦) فى أ ، ف ، ل : زيادة : «سهم» ، والأنسب حذفها.
(٧) فى أ : «ما يجوز» وفى ف : «ما نحن».