فقال : يا محمد «تعدني (١)» الفقر والله «لو كان (٢)» هذا «خبزا (٣)» ما فنى فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ، الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ ، يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ، كَلَّا) لا يخلده ، ثم استأنف فقال : (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ، وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) تعظيما لها ، فقال : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) وذلك أن الشقي إذا دخل النار «طاف (٤)» به الملك فى أبوابها فى ألوان العذاب «وفتح (٥)» له باب الحطمة وهي باب من أبواب جهنم ، وهي نار تأكل النار من شدة حرها ، وما خمدت من يوم خلقها الله ـ عزوجل ـ إلى يوم يدخلها ، فإذا فتح ذلك الباب «وقعت (٦)» [٢٥١ أ] النار عليه فأحرقته ، فتحرق الجلد واللحم والعصب والعظم ولا تحرق القلب «ولا العين (٧)» وهو ما يعقل به ويبصر ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : «التي تطلع على الأفئدة» (٨) «ثم تلا (٩)» ويأتيه الموت من كل مكان ، وما هو بميت ، يقول ليس فى جسده موضع شعرة إلا والموت يأتيه من ذلك المكان ، ثم قال : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) وذلك أنه إذا خرج الموحدون من الباب الأعلى وهي
__________________
(١) فى أ ، ف : «توعدني».
(٢) فى أ : «أن لو كان» ، وفى ف : «لو كان».
(٣) فى أ : «خبز» ، وفى ف : «خبزا».
(٤) فى أ : «أطاف» ، وفى ف : «طاف».
(٥) فى أ ، ف : «فتح» ، والأنسب : «وفتح».
(٦) فى أ : «وقعدت» ، وفى ف : «وقعت».
(٧) فى أ : «ولا العقل» ، وفى ف : «ولا العين».
(٨) فى أ : (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) ، وفى ف : (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ).
(٩) فى أ : «ثم قال» ، وفى ف : «ثم تلا» ، والمعنى : ثم قرأ الملك.