(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ـ ١ ـ وذلك أن قريشا كانوا تجارا يختلفون إلى الأرض ثم سميت «قريش (١)» ، وكانوا يمتارون (٢) فى الشتاء من الأردن وفلسطين لأن ساحل البحر «أدفا (٣)» ، فإذا كان الصيف تركوا طريق الشتاء والبحر من أجل الحر ، وأخذوا إلى اليمن للميرة فشق عليهم الاختلاف ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) يقول لا اختلاف لهم «ولا تجارة (٤)» قد قطعناها عنهم فذلك : («إِيلافِهِمْ) (٥) (» رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) ـ ٢ ـ فقذف الله ـ عزوجل ـ فى قلوب الحبشة أن «يحملوا (٦)» الطعام فى السفن إلى مكة للبيع ، فحملوا إليهم فجعل أهل مكة يخرجون إليهم بالإبل والحمير ، فيشترون الطعام على مسيرة يومين من مكة ، «وتتابع (٧)» ذلك عليهم سنين ، فكفاهم الله مؤنة الشتاء والصيف ، ثم قال : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) ـ ٣ ـ لأن رب هذا البيت كفاهم مؤنة الخوف والجوع ، فليألفوا العبادة له ، كما ألفوا الحبشة ولم يكونوا يرجونهم ،
__________________
(١) فى أف : «قريشا» ، وفى ل : «قريش».
(٢) يمتارون : يحضرون الميرة والطعام.
(٣) «أدفا» : من ل ، وفى ف : «أدنى» ، وفى أ : «من الأردن وفلسطين إلى ساحل البحر» ، أقول والمعروف أن سفرهم كان فى الشتاء إلى اليمن.
(٤) «ولا تجارة» : من ف ، وفى ل : «ولا عاد».
(٥) «إيلافهم» : من ل ، وفى أ ، ف : «الفهم».
(٦) فى ف : «يحملوا» ، وفى أ : «يجعلوا».
(٧) فى أ ، ف : «فتتابع».