حقّه من المهر لها يكون بمثابة البلسم لجرحها.
ونلاحظ تأكيداً في سياق الآية الشريفة على أصل (المعروف) و (الإحسان) فحتى بالنسبة إلى الطلاق والانفصال لا ينبغي أن يكون مقترناً بروح الإنتقام والعداوة ، بل ينبغي أن يتم على أساس السماحة والإحسان بين الرجل والمرأة.
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (٢٣٩)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان (وفي الدر المنثور أيضاً) عن زيد بن ثابت : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يصلّي بالهاجرة (١) وكانت أثقل الصلوات على أصحابه ، فلا يكون وراءه إلّاالصف أو الصفان ، فقال : «لقد هممت أن أحرق على قوم لا يشهدون الصلاة بيوتهم». فنزلت هذه الآية.
التّفسير
أهمية الصلاة وخاصة الوسطى : بما أنّ الصلاة أفضل وسيلة مؤثرة تربط بين الإنسان وخالقه ، لذلك ورد التأكيد في آيات القرآن الكريم عليها ، ومن ذلك ما ورد في الآية محل البحث حيث تقول : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
المراد من (الصَّلَوةِ الْوُسْطَى) هي صلاة الظهر والتأكيد على هذه الصلاة كان بسبب حرارة الجو في الصيف ، أو بسبب انشغال الناس في امور الدنيا والكسب فلذلك كانوا لا يعيرون لها أهمية.
وفي الآية الثانية تؤكد على أنّ المسلم لا ينبغي له ترك الصلاة حتى في أصعب الظروف والشرائط كما في ميدان القتال ، غاية الأمر أنّ الكثير من شرائط الصلاة في هذا الحال تكون غير لازمة كالإتجاه نحو القبلة وأداء الركوع والسجود بالشكل الطبيعي ، ولذا تقول الآية : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا).
سواءً كان الخوف في حال الحرب أو من خطر آخر ، فإنّ الصلاة يجب أداءها بالإيماء والإشارة للركوع والسجود ، سواءً كنتم مشاة أو راكبين.
__________________
(١) الهاجرة : نصف النهار عند اشتداد الحرّ.