يعتقد الكثير من المفسرين أنّ هذه الآية قد نسخت بالآية (٢٣٤) من هذه السورة التي سبق بيانها وفيها ورد أنّ عدّة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام وعلى الرغم من أنّ تلك الآية تأتي قبل هذه الآية من حيث الترتيب ولكننا نعلم أنّ الآيات في السورة لم ترتّب بحسب نزولها بل قد نجد آيات متأخرة في النزول وضعت متقدمة في الترتيب.
في الآية الثانية يبين القرآن الكريم حكماً آخر من أحكام الطلاق ويقول : (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). أي أنّ المتقين يجب عليهم تقديم هديّة لائقة للنساء المطلقات.
وبالرغم من أنّ ظاهر الآية يشمل جميع النساء المطلقات ، ولكن بقرينة الآية (٢٣٦) السابقة نفهم أنّ هذا الحكم يختص بمورد النسوة التي لم يقرّر لهنّ مهر بعد وقوع الطلاق قبل الوطىء.
إنّ هذه الهدية ـ وطبق الروايات الواردة من الأئمة المعصومين عليهمالسلام ـ تُعطى إلى المرأة بعد تمام العدة والإفتراق الكامل لا في عدة الطلاق الرجعي. وبعبارة اخرى : أنّ هذه الهدية ليست وسيلة للعودة ، بل للوداع النهائي.
وفي آخر آية من الآيات مورد البحث والتي هي آخر آية من الآيات المتعلقة بالطلاق تقول : (كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمْءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) (٢٤٣)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : نزلت في أهل داوردان قرية قُبُلَ واسط ، وقع فيهم طاعون فخرجوا هاربين فأماتهم الله. قيل : إنّ ملكاً من ملوك بني اسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم فخرجوا فعسكروا. ثم جنبوا وكرهوا الموت ، فاعتلوا وقالوا : إنّ الأرض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء! فأرسل الله عليهم الموت ، فلمّا رأوا أنّ الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً من الموت. فلمّا رأى الملك ذلك قال : اللهمّ ربّ