والثبات في مقابل صبر الآخرين وثباتهم واستقامتهم.
فإنّ القرآن يوصي المؤمنين أوّلاً بالصبر والاستقامة (التي تشمل كل ألوان الجهاد ، كجهاد النفس ، والاستقامة في مواجهة مشاكل الحياة) ، ثم يوصي ثانياً بالصبر والثبات والاستقامة أمام الأعداء ، وهذا بنفسه يفيد أنّ الامة ما لم تتغلب وتنتصر في جهادها مع النفس ، وفي إصلاح ما بها من نقاط الضعف الداخلية يستحيل إنتصارها على الأعداء ، وهذا يعني أنّ أكثر هزائمها أمام أعدائها إنّما هي بسبب ما لحق بها من هزائم في جبهة الجهاد مع النفس وما أصابها من إخفاقات في إصلاح نقاط الضعف التي تعاني منها.
٣ ـ (وَرَابِطُوا) : وهذه العبارة مشتقة من مادة «الرباط» وتعني ربط شيء في مكان (كربط الخيل في مكان) و «المرابطة» بمعنى مراقبة الثغور وحراستها لأنّ فيها يربط الجنود أفراسهم.
وهذه العبارة أمر صريح إلى المسلمين بأن يكونوا على استعداد دائم لمواجهة الأعداء ، وأن يكونوا في حالة تحفّز وتيقظ ومراقبة مستمرة لثغور البلاد الإسلامية وحدودها حتى لا يفاجؤا بهجمات العدو المباغتة.
٤ ـ (وَاتَّقُوا اللهَ) : وهذا بمثابة المظلة الواقية لما سبقها من التعاليم أنّه حثّ على التقوى.
(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وهكذا تختم الآية هذا البرنامح بذكر النتيجة التي تنتظر كل من يطبق هذا البرنامج.
|
نهاية تفسير سورة آل عمران |
* * *