مقدمّة :
إنّ القرآن الكريم يمثّل أعظم رأسمال في حياتنا نحن المسلمين ففي هذا الكتاب السماوي كل شيء يتصل بحياة الإنسان الدنيوية والأخروية من معارف ، وأحكام ، ومنهج حياة ، وسياسة إسلامية ، وطريقة معنوية في حركة الفرد نحو مقام القرب الإلهي وغير ذلك.
على هذا الأساس فإنّ وظيفة كل مسلم تكمن في التعرف أكثر فأكثر على مضامين هذا الكتاب الإلهي ، هذا من جهة ...
ومن جهة أخرى فإنّ صوت الإسلام ـ بعد الصحوة الإسلامية التي يشهدها المسلمون وخاصة بعد الثورة الإسلامية في ايران ـ قد ملأ آفاق العالم ، وأثار فضول غير المسلمين ورغبتهم في الإطلاع أكثر على أسرار ومعارف هذا السفر السماوي. ولهذا السبب ترتفع من كل مكان أصوات تطالب بترجمة وتفسير القرآن الكريم بمختلف اللغات الحيّة في العالم ، وبالرغم من قصور حركة الاستجابة لهذه المطالبات على مستوى الواقع ، إلّاأننا يجب علينا السعي بجدّية لنكون على مستوى الأمل والطموح في عملية الاستجابة وتحقيق هذه المطالبات.
ولحسن الحظ فإنّ حضور القرآن الكريم في حركة حياة المسلمين الفردية والاجتماعية في العالم ، وخاصة في أجواء بلدنا ايران ، يزداد ويشتد يوماً بعد آخر ، وعدد القرّاء الكبار والحافظين الأجلاء والمفسّرين العارفين في مجتمعنا والحمد الله ، ليس بالقليل ، وقد صار فرع التفسير في الحوزة العلمية في قم أحد الفروع التخصصية المهمّة في الدراسات العلمية في الحوزة التي تحظى باستقبال واسع من قبل الطلّاب وصار درس التفسير من الدروس الرسمية في الحوزة وأحد موارد الامتحان فيها ، ومن هنا جاء «التفسير الأمثل» لعبّر عن استجابة طبيعية لهذه المرحلة ، وهي تفسير يتميّز بالوضوح والمرونة والسهولة وفي ذات الوقت عميق المضامين دقيق المحتويات وناظر في معارفه لما يعيشه المسلمون من مسائل وتحديات يفرضها الواقع الاجتماعي والحضاري في حركة الحياة. ولعل من عوامل استقبال الناس الواسع لهذا التفسير هو ما تقدم من توجّه الناس في العصر الحاضر للقرآن الكريم.
وبالرغم من أنّ جهوداً كبيرة بذلت ولمدّة خمسة عشر سنة ، لإخراج هذا التفسير إلى حيز الوجود وبمشاركة مجموعة من الفضلاء الأعزاء في الحوزة العلمية في قم وهم حجج الإسلام السادة : محمد رضا الآشتياني ، محمد جعفر الإمامي ، داود الالهامي ، أسد الله الإيماني ، عبدالرسول الحسني ، السيد حسن الشجاعي ، السيد نور الله الطباطبائي ، محمود عبداللهي ، محسن قراءتي ،