«إنّ لكل شيء أساساً ... وأساس القرآن الفاتحة» (١).
وفي تفسير مجمع البيان عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب اعطي من الأجر كأنّما قرأ ثلثي القرآن واعطي من الأجر كأنّما تصدّق على كل مؤمن ومؤمنة».
٣ ـ سورة الحمد شرف النبي صلىاللهعليهوآله : يتحدّث القرآن الكريم عن سورة الحمد باعتبارها هبة إلهية لرسوله الكريم ، ويقرنها بكل القرآن إذ يقول : (وَلَقَدْءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ) (٢).
٤ ـ التأكيد على تلاوة هذه السورة : تلاوة هذه السورة تبعث الروح والإيمان والصفاء في النفوس ، وتقرّب العبد من الله ، وتبعده عن ارتكاب الذنوب والانحرافات ، ولذلك كانت ام الكتاب صاعقة على رأس (إبليس) كما ورد في تفسير نور الثقلين عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام : «رنّ إبليس أربع رنّات ، أوّلهن يوم لعن ، وحين اهبط إلى الأرض ، وحين بعث محمّد ـ صلىاللهعليهوآله ـ على حين فترة من الرسل ، وحين انزلت ام الكتاب».
محتوى السورة : يمكن تقسيم هذه السورة ، من جهة أخرى إلى قسمين : قسم يختص بحمد الله والثناء عليه ، وقسم يتضمن حاجات العبد. وإلى هذا التقسيم يشير الحديث الشريف في عيون الأخبار عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
«قال الله عزوجل : قسّمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل.
إذا قال العبد : «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». قال الله جلّ جلاله : بَدأ عبدي باسمي وحق عليّ أن اتمّم له اموره وابارك له في أحواله.
فإذا قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العَالَمِينَ). قال الله جلّ جلاله : حمدني عبدي وعلم أنّ النعم التي له من عندي ، وأنّ البلايا التي دفعت عنه فبتطوّلي ، اشهدكم أنّي اضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا.
وإذا قال : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). قال الله جلّ جلاله : شهد لي عبدي أنّي الرّحمن الرّحيم ، اشهدكم لِاوفّرنّ من رحمتي حظّه ولُاجزلنّ من عطائي نصيبه.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، بداية سورة الحمد.
(٢) سيأتي تفسير «سبعاً من المثاني» في ذيل الآية (٨٧) من سورة الحجر.