وحين سمع إبراهيم حجته الواهية انتقل الى ما يخرسه.
(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) أي فغلب إبراهيم الكافر.
٢٥٩ ـ (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :
(أَوْ كَالَّذِي) أي أو رأيت مثل الذي مر ، فحذف لدلالة (أَلَمْ تَرَ) عليه ، لأن كلتيهما كلمة تعجب. ويجوز أن يحمل على المعنى دون اللفظ كأنه قيل : أرأيت كالذى حاج إبراهيم أو كالذى مر على قرية.
والمار ، كان كافرا بالبعث ، لانتظامه مع نمروذ فى سلك ، ولكلمة الاستبعاد التي هى : أنى يحيى.
وقيل : هو عزيز ، أو الخضر ، أراد أن يعاين احياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلب إبراهيم ، عليهالسلام.
(أَنَّى يُحْيِي) اعتراف بالعجز عن معرفة طريقة الاحياء ، واستعظام لقدرة المحيي.
(عَلى قَرْيَةٍ) القرية هى بيت المقدس حين خربه بختنصر.
(وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) أي بيوتها ساقطة على سقفها.
(يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) بناء على الظن.
(لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم يتغير.
(وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ) سالما فى مكانه كما ربطته.
(وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) يريد إحياءه بعد الموت وحفظ ما معه.