(وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يعلم من يصلح للاصطفاء ، أو يعلم أن بعضهم من بعض فى الدين ، أو سميع عليم لقول امرأة عمران وبنتها.
٣٥ ـ (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) :
(إِذْ) منصوب بقوله (سَمِيعٌ عَلِيمٌ). وقيل بإضمار : اذكر.
(امْرَأَتُ عِمْرانَ) هى امرأة عمران بن ماثان ، أم مريم البتول ، جدة عيسى عليهالسلام.
وقوله (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) على أثر قوله (آلَ عِمْرانَ) مما يرجح أن عمران ، هو عمران بن ماثان ، جد عيسى.
وقد تزوج زكريا بن آذان ، بنت عمران بن ماثان ، وهى أخت مريم ، واسمها ايشاع ، فولدت له يحيى فكان يحيى وعيسى ابني خالة.
(مُحَرَّراً) معتقا لخدمة بيت المقدس ، لا يتولى عليه ولا أستخدمه ولا أشغله بشيء.
وكان هذا النوع من النذر مشروعا عندهم.
وقيل : محررا ، أي مخلصا للعبادة. وما كان التحرير الا للغلمان.
٣٦ ـ (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) :
(فَلَمَّا وَضَعَتْها) الضمير لما (فِي بَطْنِي) وانما أنث على المعنى ، لأن ما فى بطنها كان أنثى فى علم الله. أو على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة.
(أُنْثى) حال من الضمير فى (وَضَعَتْها) ، وهو كقولك : وضعت الأنثى أنثى. والأصل : وضعته أنثى ، وانما أنث لتأنيث الحال ، لأن الحال وذا الحال لشىء واحد.