(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) يجوز أن يكون تمثيلا لاستظهارهم به ووثوقهم بحمايته ، بامتساك المتدلى من مكان مرتفع بحبل وثيق يأمن انقطاعه ، وأن يكون الحبل استعارة لعهده ، والاعتصام لوثوقه بالعهد. أو ترشيحا لاستعارة الحبل بما يناسبه ، والمعنى : واجتمعوا على استعانتكم بالله ووثوقكم به ولا تفرقوا عنه.
(وَلا تَفَرَّقُوا) أي ولا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم ، كما كنتم متفرقين فى الجاهلية.
(إِخْواناً) متراحمين متناصحين مجتمعين على أمر واحد.
(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) أي وكنتم مشرفين على أن تقعوا فى نار جهنم.
(فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) بالإسلام ، والضمير للحفرة ، أو للنار ، أو للشفا ، وانما أنت لاضافته الى الحفرة. وشفا الحفرة : حرفها.
(كَذلِكَ) مثل ذلك البيان البليغ.
(يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) إرادة أن تزدادوا هدى.
١٠٤ ـ (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) :
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ) من ، للتبعيض ، لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من فروض الكفايات.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) هم الأخصاء بالفلاح دون غيرهم.
١٠٥ ـ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) :
(كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) هم اليهود والنصارى.
(مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهى كلمة الحق.
١٠٦ ـ (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) :