(أَنِ اتَّقُوا) أي : بأن اتقوا ، وتكون أن التفسيرية ، لأن التوصية فى معنى القول.
(وَإِنْ تَكْفُرُوا) عطف على (اتَّقُوا) إذ المعنى : أمرناهم وأمرناكم بالتقوى ، وقلنا لهم ولكم : إن تكفروا فإن لله. أي إن الله الخلق كله ، وهو خالقهم ومالكهم ، والمنعم عليهم بأصناف النعم كلها ، فحقه أن يكون مطاعا فى خلقه غير معصى ، يتقون عقابه ويرجون ثوابه. ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من الأمم السالفة ووصيناكم أن اتقوا الله. يعنى أنها وصية قديمة ما زال يوصى الله بها عباده ، لستم بها مخصوصين ، وقلنا لهم ولكم : وإن تكفروا فإن لله فى سماواته وأرضه من الملائكة والثقلين من يوحده ويعبده ويتقيه.
(وَكانَ اللهُ) مع ذلك.
(غَنِيًّا) عن خلقه ، وعن عبادتهم جميعا.
(حَمِيداً) مستحقا لأن يحمد لكثرة نعمه وإن لم يحمده أحد منهم.
١٣٢ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) :
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فى التكرير تقرير لما هو موجب تقواه ليتقوه فيطيعوه ولا يعصوه ، لأن الخشية والتقوى أصل الخير كله.
(وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) إعلام بحفظه خلقه وتدبيره إياهم.
١٣٣ ـ (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً) :
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) يفنيكم كما أوجدكم وأنشأكم.
(وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) ويوجد إنسا آخرين مكانكم ، أو خلقا آخرين غير الإنس.
(وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ) من الإفناء والإيجاد.