(أَنْ تَعْدِلُوا) يحتمل العدل والعدول ، كأنه قيل : فلا تتبعوا الهوى كراهة أن تعدلوا بين الناس ، أو إرادة أن تعدلوا عن الحق.
(وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا) وإن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومة العدل ، أو تعرضوا عن الشهادة بما عندكم وتمنعوها.
(فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) وبمجازاتكم عليه.
١٣٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب للمسلمين.
(آمَنُوا) اثبتوا على الإيمان وداوموا عليه وازدادوه.
(وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ) المراد به جنس ما أنزل على الأنبياء قبله من الكتب.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ومن يكفر بشيء من ذلك.
(فَقَدْ ضَلَ) لأن الكفر ببعضه كفر بكله.
١٣٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) :
(لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ) نفى الغفران والهداية ، والمراد بنفيهما نفى ما يقتضيهما وهو الإيمان الخالص الثابت. والمعنى : إن الذين تكرر منهم الارتداد ، وعهد منهم ازدياد الكفر والإصرار عليه ، يستبعد منهم أن يحدثوا ما يستحقون به المغفرة ، من إيمان صحيح ثابت يرضاه الله ، لأن قلوب أولئك الذين هذا ديدنهم قلوب قد ضريت بالكفر ومرنت على الردة ، وكان الايمان أهون شىء عندهم ، حيث يبدو لهم فيه كرة بعد أخرى. وليس المعنى أنهم لو أخلصوا الإيمان بعد تكرار الردة ونصحت