(أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ) وهذا تعيين من الله تعالى لهم على التكذيب ، وقولهم لما كانوا يسمعون من حديث البعث والجزاء ـ ما هو بحق وما هو إلا باطل.
(بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) بكفركم بلقاء الله ببلوغ الآخرة وما يتصل بها.
٣١ ـ (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) :
(حَتَّى) غاية لقوله (كَذَّبُوا) لا لقوله (خَسِرَ) ، لأن خسرانهم لا غاية له ، أي ما زال بهم التكذيب إلى حسرتهم وقت مجىء الساعة.
(بَغْتَةً) فجأة ، وانتصابها على الحال بمعنى : باغتة ، أو على المصدر كأنه قيل : بغتتهم الساعة بغتة.
(عَلى ما فَرَّطْنا فِيها) الضمير للحياة الدنيا ، جىء بضميرها وإن لم يجر لها ذكر لكونها معلومة. أو للساعة ، على معنى : قصرنا فى شأنها وفى الإيمان بها.
(وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) لأنه اعتيد حمل الأثقال على الظهور.
(ساءَ ما يَزِرُونَ) أي بئس شيئا يزرون وزرهم.
٣٢ ـ (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) :
جعل أعمال الدنيا لعبا ولهوا واشتغالا بما لا يعنى ولا يعقب منفعة كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة.
(لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) دليل على أن ما عدا أعمال المتقين لعب ولهو.
٣٣ ـ (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) :
(قَدْ نَعْلَمُ) قد ، بمعنى : ربما ، الذي يجيء لزيادة الفعل وكثرته.