(عَذابَ الْهُونِ) الهون : الهوان الشديد ، وإضافة العذاب إليه ، مثل قولك : رجل سوء ، يريد العراقة فى الهوان والتمكن فيه.
(عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) فلا تؤمنون بها.
٩٤ ـ (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) :
(فُرادى) منفردين عن أموالكم وأولادكم وما حرصتم عليه وآثرتموه من دنياكم.
(كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) على الهيئة التي ولدتم عليها فى الانفراد.
(وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ) ما تفضلنا به عليكم فى الدنيا فشغلتم به عن الآخرة.
(وَراءَ ظُهُورِكُمْ) لم ينفعكم ولم تحتملوا منه نقيرا ولا قدمتموه لأنفسكم.
(فِيكُمْ شُرَكاءُ) فى استعبادكم ، لأنهم حين دعوهم آلهة وعبدوها فقد جعلوها لله شركاء فيهم وفى استعبادهم.
(لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) وقع التقطع بينكم.
٩٥ ـ (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) :
(فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) بالنبات والشجر.
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) أي الحيوان والناس من النطف. وموقع الجملة المبينة لقوله (فالِقُ الْحَبِ) لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين من جنس إخراج الحي من الميت ، لأن النامي فى حكم الحيوان.
(وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) هذه الأشياء الميتة من الحيوان والناس.