(أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) يقال لهم يوم القيامة على جهة التوبيخ.
(قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا) حكاية لتصديقهم وإيجابهم قوله (أَلَمْ يَأْتِكُمْ).
١٣١ ـ (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ) :
(ذلِكَ) إشارة إلى ما تقدم من بعثة الرسل إليهم وإنذارهم سوء العاقبة ، وهو خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر ذلك.
(أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى) تعليل. أي الأمر ما قصصناه عليك لانتفاء كون ربك مهلك القرى بظلم ، على (أن) هى التي تنصب الأفعال.
ويجوز أن تكون مخففة من الثقيلة ، على معنى : لأن الشأن والحديث لم يكن ربك مهلك القرى بظلم. ولك أن تجعلها بدلا من (ذلِكَ).
١٣٢ ـ (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) :
(دَرَجاتٌ) منازل.
(مِمَّا عَمِلُوا) من جزاء أعمالهم.
(وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) بساه عنه يخفى عليه مقاديره وأحواله وما يستحق عليه من الأجر.
١٣٣ ـ (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) :
(وَرَبُّكَ الْغَنِيُ) عن عباده وعن عبادتهم.
(ذُو الرَّحْمَةِ) يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم للمنافع الدائمة.
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) أيها العصاة.
(وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ) من الخلق المطيع.
(كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) من أولاد قوم آخرين سبقوكم يكونون على مثل صفتكم.