(فَظَلَمُوا بِها) فكفروا بآياتنا. أجرى الظلم مجرى الكفر لأنهما من واد واحد. أو فظلموا الناس بسببها حين أو عدوهم وصدوهم عنها وآذوا من آمن بها ، ولأنه إذا وجب الايمان بها فكفروا بدل الايمان ، كان كفرهم بها ظلما ، فلذلك قيل : فظلموا بها ، أي كفروا بها واضعين الكفر غير موضعه ، وهو موضع الايمان.
١٠٤ ـ (وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) :
(يا فِرْعَوْنُ) لقب لملوك مصر ، فكأنه قيل : يا ملك مصر.
١٠٥ ـ (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) :
(حَقِيقٌ عَلى) أي واجب على قول الحق أن أكون أنا قائله والقائم به ولا يرضى الا بمثلى ناطقا به.
(فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) فخلهم حتى يخرجوا من رقك.
١٠٦ ـ (قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) :
أي ان كنت جئت من عند من أرسلك بآية فأتنى بها لتصح دعواك.
١٠٧ ـ (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) :
(ثُعْبانٌ مُبِينٌ) ظاهر أمره لا يشك فى أنه ثعبان.
١٠٨ ـ (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) :
(لِلنَّاظِرِينَ) يتعلق بقوله (بَيْضاءُ). والمعنى : فاذا هى بيضاء للنظارة ، ولا تكون بيضاء للنظارة الا إذا كان بياضا عجيبا خارجا عن العادة يجتمع الناس للنظر اليه كما تجتمع النظارة للعجائب.
١٠٩ ـ (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) :
(لَساحِرٌ عَلِيمٌ) أي عالم بالسحر ماهر فيه ، قد أخذ الناس بخدعة من خدعه حتى خيل إليهم العصى حية ، والآدم أبيض.