والكشّي كان من عيون الثقات ، إلاّ أنّه كان يروي عن الضعفاء كثيراً. ولذا قال النجاشي في ترجمته : «محمّـد بن عمر بن عبـد العزيز الكشّي أبو عمرو كان ثقة عيناً وروى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم. له كتاب الرجال ، كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة»(١). وقد كان هذا سبباً رئيسياً في تحمّس الشيخ الطوسي لتصحيحه وتنقيحه من تلك الأخطاء ، لئلاّ يصل إلى الأجيال القادمة بعد الطوسي فتأخذه أخذ المسلمات دون أن يكون لها طريق لتنقيحه. فكان عمله قدسسره يعكس حجم المسؤولية التي كان يحسّ بثقلها من أجل الحفّاظ على الرسالة طاهرة ونقية ، غير ملوّثة بالزيادات والإضافات. وقد استظهر القهبائي (ت بعد سنة ١٠٢٦ هـ) بأنّ أصل كتاب الكشّي (غير المنقّح) كان شاملاً لرجال العامّة والخاصّة ، فاختار منه الشيخ الطوسي قدسسره الخاصّة فقط(٢). ولكن ذلك الإستظهار لم يكن دقيقاً. فقد ردّه المحقّق التستري بالقول بأنّ الشيخ الطوسي ذكر فيه جمعاً من العامّة رووا عن أئمّتنا كمحمّـد بن إسحاق ، ومحمّـد بن المنكدر ، وعمرو بن خالد ، وعمرو بن جميع ، وعمرو بن قيس ، وحفص بن غياث ، وغيرهم(٣).
٢ ـ رجال الطوسي «الأبواب» :
وقد ذكرنا هذا الكتاب في معرض حديثنا عن شخصية الشيخ الطوسي قدسسره وكونه حلقة اتصال بين الفقهاء المتقدّمين والمتأخّرين.
__________________
(١) رجال النجاشي رقم ١٠١٨.
(٢) نقلا عن كلّيات في علم الرجال: ٥٩.
(٣) قاموس الرجال ١ / ١٧.