الرجـال»(١). وفي رجال المحقّق الأسترابـادي : «ولا يخفـى تخالف ما بين طريقـي الشيخ والنجـاشي ، ولعلّ النجاشي يكـون أثبت»(٢). والسيّـد محمّـد مهدي بحر العلوم قال في الفوائد الرجاليـة : «أحد المشـايخ الثقات والعدول الاثبـات. من أعظـم أركان الجرح والتعديـل ، وأعلم علمـاء هذا السبيـل. أجمـع علماؤنـا على الاعتماد عليـه ، واطبقوا علـى الاستنـاد في أحـوال الرجـال إليه. وبتقديمـه صرّح جماعـة من الأصحاب نظـراً إلى كتابـه الذي لا نظيـر له في هذا الباب»(٣).
٣ ـ إنّ رجال النجاشي اختص برجال الشيعة أو من روى عنهم. فهو لا يذكر غير الشيعي إلاّ إذا كان عامّياً روى عنّا ، أو صنّف لنا فيذكره مع التنبيه عليه ، كالمدائني والطبري.
٤ ـ إنّه قدسسره تعـرّض لجـرح الرواة وتعديلـهم غالباً بالإستقـلال أو بالإستطـراد. ولكنّـه وثّق بعض الرجـال ضمن ترجمـة غيرهم ، أو أعرض عن التعـرّض بشـيء من الوثاقـة أو الضعف في حـقّ بعض آخـر عند ترجمتـهم. ولذلك فإنّ الكتـاب يحتـاج إلـى دقّة وتحقّـق عند الرجـوع إليـه كمصدر.
وعلى ضوء ما قدّمناه ، فإنّ كتاب رجال النجاشي يعدّ من أهمّ الكتب الرجالية القديمة في المدرسة الإمامية ، وأكثرها شمولية ودقّة في معرفة أحوال الرواة ذاتاً ووصفاً ، قدحاً ومدحاً.
__________________
(١) مسالك الافهام ٧ / ٤٦٧.
(٢) رجال الاسترابادي: ترجمة (سليمان بن صالح).
(٣) رجال السيد بحر العلوم: ترجمة (النجاشي).