الرجال الذي جمع فيه عبارات الكتب الرجالية الرئيسية الأربعة : رجال الطوسي ، وفهرسه ، واختيار الكشّي ، والنجاشي. فكان كتاب الضعفاء خامس الكتب الرجالية المدرجة في كتاب حلّ الإشكال. وقد كان الشكّ يحوم حول صدق نسبة كتاب الضعفاء إلى ابن الغضائري منذ البداية. فقد كان السيّد ابن طاووس صريحاً في عدم نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري. قال في المقدّمة بعد أن ذكر الكتب الرجالية الخمسة التي جمعها : «ولي بالجميع روايات متّصلة عدا كتاب ابن الغضائري»(١). فالسيّد ابن طاووس لم يروه عن راو معيّن ، بل وجده منسوباً إلى ابن الغضائري وصرّح بذلك ، لكنّه لم يكتفِ بذلك التصريح بل وضع ضابطة كلّية في الجرح والتعديل تفيد بأنّ السكون إلى قول المادح مع عدم المعارض راجح. والسكون إلى قول الجارح ولو كان بدون معارض مرجوح(٢).
وقد انتقل كتاب حلّ الإشكال من يد إلى يد حتّى وصل إلى حيازة صاحب المعالم (ت ١٠١١ هـ) وهو ابن الشهيد الثاني. فاستخرج منه كتابه التحرير الطاووسي. بعدها قام المولى عبـد الله التستري (ت ١٠٢١ هـ) باستخراج عبارات كتاب الضعفاء من تلك النسخة المخرّقة المشرفة على التلف لكتاب التحرير الطاووسي. يقول الشيخ التستري في الإشارة إلى ذلك : «اعلم ـ أيّدك الله وإيّانا ـ إنّي لمّا وقفت على كتاب السيِّد المعظّم جمال الدين أحمد بن طاووس في الرجال فرأيته مشتملاً على نقل ما في كتب السلف. وقد كنتُ رزقت بحمد الله النافع من تلك الكتب ، إلاّ كتاب ابن الغضائري ، فإنّي كنت ما سمعتُ له وجوداً في زماننا. وكان كتاب السيّد
__________________
(١) حل الاشكال في معرفة الرجال: المقدمة.
(٢) حل الاشكال في معرفة الرجال: المقدمة.