هذا بخطّه الشريف مشتملاً عليه فحداني به مع ظنّ الإنتفاع بكتاب ابن الغضائري أن أجعله منفرداً عنه راجياً من الله الجواد ، الوصول إلى سبيل الرشاد»(١). ولم يتردّد المولى عناية الله القهبائي (ت بعد سنة ١٠٢٦ هـ) من إدخال الكتاب في موسوعته الكبيرة مجمع الرجال التي جمعت فيها الكتب الرجالية الخمسة.
وأقلّ ما يقال في الكتاب إنّ طريق السيّد ابن طاووس إليه غير معلوم. وتصريح الشيخ الطوسي باتلافه من قبل ورثته يورث الاطمئنان بأنّ الكتاب لم يعدّ له وجود. وظهوره مرّة أُخرى بعد حوالي قرنين ونصف من الزمان يقوّي ما استظهره الشيخ آغا بزرك (ت ١٣٨٩ هـ) من أنّ الكتاب المزعوم من مفتعلات المناوئين للمذهب ، خصوصاً أنّ فيه ما فيه من هتك حرمة إجلاء الطائفة المشهورين بالعفاف والتقوى والصلاح كأحمد بن مهران وغيرهم واتهامهم بالكذب والضعف إلى حدّ أنّ المحقّق الداماد قال في رواشحه : «قلّ أن يسلم أحد من جرحه أو ينجو ثقة من قدحه»(٢).
وثبوت نسبة الكتاب الى ابن الغضائري عند العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) اجتهاد منه لا يلزم متأخّري المتأخّرين. خصوصاً وأنّ مبنى العلاّمة قدسسره في الأخذ بالكتاب غير واضح المعالم عدا كونه من تحقيقات ابن طاووس ومتبنّيات ابن داود في رجاله. وحتّى لو تنـزّلنا وآمنّا بأنّ كتاب الضعفاء كان لابن الغضائري ، فإنّ تضعيفه وجرحه للرواة والمشايخ كان اجتهاداً منه عند النظر الى روايات الأفراد ولم يكن مستنداً إلى الشهادة والسماع. بل كان رحمهالله يتسرّع ظاهراً باتّهام بعض الرواة بالغلوّ. وقد التفت
__________________
(١) مجمع الرجال ١ / ١٠.
(٢) الرواشح: الراشحة التاسعة والعشرون.