خامساً : الصفات الأُخرى في التوثيق :
وقد وردت جملة من الصفات أو الموارد التي اُريد إثباتها في توثيق الرواة(١) :
منها : وكالة الإمام عليهالسلام. ولكنّ الوكالة لا تستلزم العدالة ، بل إنّه يجوز توكيل الفاسق إجماعاً. فإذا ثبت أنّ راوياً كان وكيلاً للإمام المعصوم عليهالسلام ، فهذا لا يعني ثبوت العدالة والوثاقة له على مبنى السيّد الخوئي قدسسره.
ومنها : شيخوخة الإجازة. وهي أنّ الراوي قد يروي الرواية لوجودها في كتاب قد أجازه شيخه لرواية ذلك الكتاب عنه من دون سماع أو قراءة. فالراوي عندما يروي الرواية عن شيخه ، فإنّه يعبّر عن صحّة الحكاية عن الشيخ. وهذا هو معنى الإجازة. وكان (الحسن بن محمّـد بن يحيى) و (الحسين بن حمدان الحضيني) من مشايخ الإجازة وقد ضعّفهما النجاشي(٢).
ومنها : مصاحبة المعصوم عليهالسلام. والمصاحبة لا تدلّ على الوثاقة.
ومنها : تأليف كتاب أو أصل. وهذا لا يدلّ على الوثاقة أيضاً. لأنّ صاحب الكتاب قد يكون وضّاعاً أو كاذباً.
ومنها : ترحّم أحد الأعلام كالشيخ الصدوق قدسسره وغيره على أحد الرواة. وهذا لا يدلّ على الوثاقة ، لأنّ غاية الترحّم هو طلب الرحمة منه تعالى. وقد ترحّم النجاشي على (محمّـد بن عبـد الله بن محمّـد بن
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١ / ٨٧.
(٢) رجال النجاشي رقم ١٤٩ ورقم ١٥٩. ومعجم رجال الحديث ١ / ٧٣.