فأشاروا بذلك إلى قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ)(١).
أثر اللّقمة من حرام :
وقبل أنْ نوضّح وظيفة الوالد تجاه الولد من حيث التربية والتعليم ، نرى من الضروري أن نشير إلى ما للّقمة من الحرام من تأثيرات ...
أمّا في النطفة ، فالكلّ يعلم بأنّ النطفة تتكوّن من جميع البدن وبذلك روايات(٢).
وعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : «إذا وقعت اللّقمة من حرام في جوف العبد لعنه كلّ ملك في السماوات وفي الأرض ، وما دامت اللّقمة في جوفه لا ينظر الله إليه. ومن أكل اللّقمة فقد باء بغضب من الله ، فإن تاب تاب الله عليه وإنْ مات فالنار أولى به»(٣).
ولا يخفى أنّ اللّقمة الحرام أعمّ ممّا كان من الأطعمة حراماً كلحم الخنزير ، والميتة مثلاً ، وما كان أكلاً لِمال الغير بدون إذن منه.
فإذا أكل الوالد لقمة حرام وتكوّنت النطفة منها وتكوّن منها الولد ، فلا شكَّ في أنّها تترك الأثر السيِّء الكبير في طبيعة الولد وأخلاقه.
وهذا البيان وإنْ كان كافياً للمطلب ، لكنْ بإمكانك أنْ ترجع إلى كلمات المعصومين في تفسير قوله تعالى : (وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ)(٤) حتّى ترى أنّهم ما تركوا شيئاً يحتاجه الإنسان في نفسه وأهله
__________________
(١) سورة التكاثر ١٠٢ : ٨.
(٢) بحار الأنوار ٤٧ / ٤٧ عن الكافي في خبر.
(٣) مستدرك سفينة البحار ٢ / ٢٦٥.
(٤) سورة الإسراء ١٧: ٦٤.