نحو البحث عن طبقة الراوي وعصره ، ومشايخه وتلامذته. ولا شكّ أنّ معرفة تلك القرائن قد تدلّنا على العثور على حلقة الأسناد المفقودة في التصحيفات.
ومشكلة ثالثة تواجهنا اليوم في علم الرجال وهي : ما اصطلح عليه بـ (تمييز المشتركات). فمن الواضح أنّ أسماء العديد من الرواة مشتركة بين عدّة أفراد. ولو كان هذا الإشتراك بين مجموعة من الأسماء كلّها ثقات لمّا كان للمشكلة حلولاً صعبة المنال. إلاّ أنّ الإشتراك يكون ، في أغلب الأحيان ، بين ثقات مركون إليهم وضعفاء مردودة روايتهم. وهنا يختلط الأمر وتضعف القدرة على التثبّت من الأمر. وقد تحسّس علماؤنا لهذه المشكلة ، خصوصاً الشيخ الكاظمي في كتابه الخاص بـ (تمييز المشتركات) ، ففتح لنا باباً لعلاج تلك المشكلة. إلاّ أنّ التوجّه الجديد في علم الرجال كان أشمل من قضية تمييز المشتركات أو التصحيف.
وكان من روّاد هذا التوجّه الجديد فقيهين جليلين من فقهاء الطائفة في القرن الرابع عشر الهجري ، وهما : السيّد البروجردي (ت ١٣٨٠ هـ) ، والسيد أبو القاسم الخوئي (ت ١٤١٣ هـ). فقد قام السيّد البروجردي قدسسرهبترتيب أسانيد الكتب الحديثية الأربعة كلاًّ على حدة وأسماها مرتّب أسانيد الكافي ومرتّب أسانيد التهذيب إلى آخر الكتب. ثمّ قام بترتيب الكتب الرجالية الأربعة بنفس الطريقة. وكان هدفه من ذلك الإلمام بالرواة ومشايخهم وتلامذتهم وطبقاتهم.
ثم ، وفي مشروع آخر ، قام بترتيب طبقات الرجال من عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عصر الشيخ الطوسي ، فجعلها اثنتي عشرة طبقة. يقول الشيخ محمّـد واعظ زادة في تعريفه بمشروع السيّد البروجردي : «إنّ