لا بالتقليـد والأثـر»(١).
أما السيّد الخوئي قدسسره ، فقد قام في كتابه الموسوعي معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة بتحليل الرواة من حيث طبقاتهم وعصورهم ومشايخهم وتلامذتهم. فيكون هذا المنهج معيّناً للمجتهد على الوقوف على كمال السند أو نقصانه ، والوصول إلى الحلقة المفقودة إذا كان المحقّق المجتهد ملمّاً بأسماء مشايخ الراوي وتلامذته. يضاف إلى ذلك أنّ الكتاب أعطى زخماً قويّاً للمحقّقين في تمييز المشتركات من خلال معرفة طبقات الرواة وظروف الراوي الإجتماعية.
ومنهجية معجم رجال الحديث موضوعة على أساس خطّة تتركّز على ناحيتين هامّتين :
الأولى : المبادئ الإجتهادية التي قلبت المفاهيم الرجالية ، والقواعد التاريخية الموروثة في علم الرجال ، وهي مقاييس عامّة للتوثيق والتعديل ، أو التجريح والإسقاط.
فقد ينسف المؤلّف قاعدة من قواعد هذا العلم لضعف في حجيتها ، أو وجود حجّة على خلافها ، وقد يضرب تلك القاعدة عرض الحائط لضعف في تفسيرها ، أو دلالتها ، أو لكونها لازماً أعمّ ، كما هو الأمر في قاعدة الوكالة ، التي كان القدامى يوثّقون من يجدونه موصوفاً بها ، فيختلف معهم في تفسيرها وتقديرها ، وينتهي ـ على العكس منهم ـ إلى أنّ الوكالة من الإمام عليهالسلام أمر لا يوجب التوثيق ـ وإن أوجب الإعتماد فيما يوكل إليه ـ وأنّ ما لها من مداليل قد لا يشعر جميعها بأمانة الحديث بأيّ حال من
__________________
(١) رسالة بمناسبة الذكرى الألفية للشيخ الطوسيقدسسره في مشهد ـ الشيخ محمّـد واعظ زادة الخراساني : ٦٨٣ ـ ٦٨٥.