مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والحمد حقّه كما يستحقّه حمداً كثيراً ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على خاتم الرسل وأشرف الخلائق أجمعين محمّـد وآله الطيّبين الطاهرين.
يدرك كلّ مشاهد إلى ما حولنا من العالم حقيقة واضحة وجليّة ، وهي أنّ هذا العالم تحكمه قوانين وسنن ، ويمكن لكلّ إنسان الوصول إلى هذه الحقيقة بأدنى نظرة إلى محيطه الذي يعيش فيه.
وهذه القوانين والسنن الكونية خاضعة للمشيئة الإلهية النابعة من الحكمة الربانيّة ، والعلم الذي لا يحيط به إلاّ هو سبحانه ، ولقد اقتضت الحكمة الإلهية ـ والتي لا يمكن أن يحيط بها أحد إلاّ بما شاء سبحانه : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيء مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ)(١) ـ أن يكون لكلّ مخلوق من مخلوقاته ، وكلّ آية من آياته مرتَبة ودرجة : (وَكُلُّ شَىء عِندَهُ بِمِقْدَار * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)(٢)فليس لدى الإنسان عندما يضع بين يديه الحقيقة الناصعة وهي : (إِنَّ اللهَ
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٥٥.
(٢) سورة الرعد ١٣ : ٨ ـ ٩.