بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ)(١) و : (عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ)(٢) ليس لدى الإنسان سوى التسليم والرضا بما أراد الله وشاء ، وذلك لحكمته سبحانه : (خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ)(٣).
ومن هذه السنن الحاكمة للنظام الوجودي تفضيل بعض المخلوقات على بعض.
ومن الواضح لدينا أنّ الناس كذلك يختلفون في درجاتهم وقابليّاتهم واستعداداتهم وكمالاتهم ، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان.
والانبياء عليهمالسلام ليسوا بمستثنين من هذه القاعدة ـ وهي التفضيل ـ كما يُنبئنا به القرآن الكريم : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض)(٤).
فكان النبيّ الخاتم صلوات الله عليه وآله أفضل الأنبياء ، بل أفضل المخلوقات ، كما نطقت بذلك الأخبار المتواترة الصحيحة لكلّ المسلمين ، ولم يخرج أهل بيته صلوات الله عليهم من هذه الدائرة ، وهي دائرة التفضيل ، وذلك بصريح قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «عليّ منّي وأنا من عليّ» ، و : «فاطمة بضعة منّي» و : «حسين منّي وأنا من حسين».
ولذا نرى علماءنا الماضين قد اهتمّوا بموضوع التفضيل اهتماماً كبيراً ، وأفردوا له كتباً ورسائل قلّ نظيرها في عصور المتأخرين ، ومنها هذه الرسالة التي بين أيدينا.
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١١٥.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٠٦.
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٧٣.
(٤) سورة البقرة ٢ : ٢٥٣.