تاريخ نهج البلاغة
من الآثار التي يفتخر بها كلّ أديب غيور هو كلام أمير المؤمنين عليهالسلامالذي يشمل كلّ من : خطبه ورسائله وكتبه والأمثال والحكم الصادرة منه.
وقد أجهد الأوائل أنفسهم في أن يجمعوا بعض كلامه عليهالسلام في صحائفهم ، بينما حفظ البعض الآخر من كلامه عليهالسلام الشيء الكثير عن ظهر قلب ثم تناقلته الأجيال عبر مئات السنين حتّى انتهى الأمر إلى الشريف الرضي الموسوي الذي حرص كلّ الحرص على أن يجمع هذا التراث النفيس من مصادر الكتب وأفواه الرجال التي اهتمّت غاية الاهتمام بكلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فطلع علينا الشريف الرضي في عام ٤٠٠ ، للهجرة بكتاب نهج البلاغة وهو يضمّ ١٢١ خطبة للإمام عليهالسلام وجملة من رسائله وكتبه للأمراء والولاة والقضاة الذين أوكل إليهم الإمام عليهالسلام تلك المناصب السياسيـة ..
هذا الجهد الذي قدّمه لنا الشريف الرضي لايمكن أن يتغافله أيّ مسلم عربي أو غير عربي ، بل يستوجب على الجميع الشكر والثناء لما صنعه جامعه ، غير أنّ الذي لا يطيق رؤية ضوء الشمس ينكر هذا النور الشاخص بنفسه.
ففي سنة ٦٨١ هـ ، نرى شمس الدين أحمد بن خلّكان الأربلي البرمكي أوّل من شكّ في نهج البلاغة ، ثمّ تبعه الصفدي في الوافي