بالوفيات(١) واليافعي في مرآة الجنان(٢) ثمّ تبعهم ابن تيمية في منهاج السنة(٣) المتوفّى سنة ٧٢٨ هـ ، والذهبي صاحب ميزان الاعتدال المتوفّى سنة ٧٤٨ هـ(٤) ثمّ جاء المعاصرون ليقتفوا آثار مَن سبقهم حيث شكّكوا في نسبة نهج البلاغة إلى الإمام عليهالسلام وكان في طليعتهم جرجي زيدان الذي أثار الشكّ في كتابه آداب اللّغة العربية(٥) ، ومحمّـد كرد علي في كتابه الإسلام والحضارة العربية(٦) وطه حسين الذي عرف بمنهجه المتميّز وهو الشكّ في كلّ شيء ابتداءً من التراث الأدبي العربي إلى القرآن ، ولولا مواقف الأزهر لأدّى بنا طه حسين إلى كارثة كبيرة لا يحمد عقباها. غير أنّ طه حسين أسّس مدرسةً اتّبعها تلامذته ومريدوه فذابت شخصيّتهم الأدبية والعلمية بشخصية أستاذهم وفي مقدّمتهم أحمد أمين في فجر الإسلام(٧) ، فهو أوّل من رفع صرخاته بالشكّ في نهج البلاغة. ثمّ تبعه الدكتور شوقي ضيف فراح يدوّي بكتاباته الأدبية متّبعاً خطى أستاذه هو الشكّ في نهج البلاغة ، خاصّة في كتابه : الفنّ ومذاهبه في النثر العربي(٨).
وممّن شكّ في النهج : الأستاذ أحمد حسن الزيّات في كتابه تأريخ الأدب العربي(٩) ، ومحمّـد سيّد كيلاني في كتابه أثر التشيّع في الأدب
__________________
(١) الوافي بالوفيات ٢ / ٣٧٥.
(٢) مرآة الجنان ٣ / ٥٥.
(٣) منهاج السنة
(٤) مرآة الجنان ١ / ١٠١.
(٥) تاريخ آداب اللّغة العربية ١ / ٢١٨.
(٦) الاسلام والحضارة العربية ٢ / ٦١.
(٧) فجر الإسلام : ١٤٨.
(٨) انظر : الفن ومذاهبه في النثر العربي.
(٩) تاريخ الأدب العربي : ١٨٧.