المطلب الثالث عشر(١)
أيضاً من ذلك ما ذكره الإمام الهمام الحسن بن عليّ العسكري(٢) عليهماالسلام في قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوْا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أبي وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)(٣).
قال عليهالسلام : «ولمّا امتحن الله الحسين عليهالسلام ومن معه بالعسكر الذين قتلوه وحملوا رأسه ، قال لعسكره : أنتم من بيعتي(٤) في حلّ فالحقوا في عشائركم ومواليكم ، وقال لأهل بيته : قد جعلتكم(٥) في حلّ من مفارقتي(٦) ، فإنّكم لا تطيقونهم ؛ لتضاعف أعدادهم وقوامهم(٧) ، وما المقصود(٨) غيري ، فدعوني والقوم فإنّ الله عزّوجلّ يعينني ولا يخلّيني من حسن نظره ، كعادته في أسلافنا الطيّبين.
فأمّا عسكره ففارقوه وأمّا أهله والأدنون من أقربائه فأجابوه ، وقالوا : لا نفارقك فإنّه يحزننا ما يحزنك(٩) ، ويصيبنا ما يصيبك ، وإنّا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنّا معك ، فقال لهم : فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم على ما
__________________
(١) في «ق ، م» : المطلب الثاني عشر.
(٢) في «م» : أيضاً ما ذكر الإمام الحسن بن عليّ العسكري ، وفي «ق» : من ذلك ما ذكر الإمام حسن بن علي العسكري.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٣٤.
(٤) في «ط» : ومن تبعني.
(٥) في «ط» : قد جُعلتم.
(٦) في «م» : من مصادقتي.
(٧) في «م» : وأقوامهم. وفي المصدر : وقواهم.
(٨) في «ق» : وما المقصد.
(٩) في «ط» : فإنّه يجري بنا ما يجري بك.